هكذا تقرأ القوى المسيحية معركة الدفاع عن “حقوق المسيحيين”
قرر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التصعيد أمس، فوجّه رسائله بوجه جميع القوى السياسية، بما يؤكد أن أزمة تشكيل الحكومة مستمرة، ولكن كان لافتاً إطلاق التيار “معركة الحقوق المسيحية”، فكيف تقرأ القوى السياسية المسيحية هذه المسألة؟
مرور الزمن على الخطاب الطائفي
“لا وجود لحقوق المسيحيين بالنسبة لتيار “المردة” فهو كان ولا يزال بحسب مصادره ينادي بحقوق اللبنانيين، معتبرة عبر “أحوال” أن حقوق المسيحيين تتأمن عندما تكون حقوق المواطنين محفوظة.
وتُشير مصادر “المردة” إلى أن الحديث عن معركة الدفاع عن حقوق المسيحيين من قبل رئيس التيار هدفه انتخابي بحت، ويحقق مصلحة شخصية، وهو يشبه خطاب الفيدرالية الذي يهدف للإبتزاز، وهو للمناسبة يضرّ المسيحيين بدل أن يفيدهم.
بالمقابل ترى مصادر حزب الكتائب اللبنانية أن المزاج الشعبي في لبنان تغيّر وما كان ينجح في السابق بجذب الناخبين لن ينجح بالمستقبل، خاصّة أن الفقر يطال كل اللبنانيين، من كل الطوائف، والمواطن بحاجة إلى أن يعيش، لا أن يحقق مصالح هذه الفئة أو تلك، مشددة على أن اللبنانيين باتوا يعرفون مصدر فقرهم وتعاستهم.
وتُشير مصادر “الكتائب” عبر “أحوال” إلى أن الذين يظنون أن معركة “الحقوق” تفيدهم، عليهم أن يعرفوا أن الناخبين اللبنانيين أصبحوا مقتنعين أن السلطة الحالية ستفعل كل شيء لتحافظ على مواقعها، لذلك فإن معركة التيار الوطني الحر الإفتراضية لا تعنينا، ولن ننجر إليها. ومثل الكتائب، كذلك الكتلة الوطنية التي تؤكد مصادرها عبر “أحوال” أن الخطاب الطائفي لن ينجح، وأنها كمكوّن مدنيّ علمانيّ لا تحبذ الخطاب الطائفي ولا تؤيده ولا تنتهجه ولا ترغب بالرد عليه.
القوات بخلاف مع التيار حول الخيارات
ترأست القوات اللبنانية فريق مهاجمي باسيل بعد خطابه، كونها الخصم الأول والأكبر له بالشارع المسيحي، لا سيّما النقطة التي طلب فيها باسيل مساعدة السيد نصر الله كحكم. وفي هذا الإطار يؤكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور أن ما ستقوم به القوات رداً على باسيل سيكون انطلاقاً من الخط الوطني التاريخي المؤمنين به، والذي يتناقض جذرياً مع ما يقوم به التيار والذي عبر عنه باسيل بوضع حقوق المسيحيين بعهدة السيد نصر الله”، مشيراً إلى أننا هنا نتكلم عن خلاف حول الخيارات والمشاريع الكبرى مع التيار.
ويضيف جبور في حديث عبر “أحوال”: “نحن لا نتعهد أحداً على حقوقنا، فالمؤتمن على الحقوق هو الدستور لأن حقوق المسيحيين ليست استثناءً بل جزء لا يتجزأ من حقوق كل لبناني على المستوى الإنساني، وعلى مستوى المناصفة، وحق كل إنسان بالتعبير وبالحرية السياسية”، معتبراً أن حامي الحقوق إلى جانب الدستور هو الدولة اللبنانية فقط وكل ما عدا ذلك هو ذمية سياسية.
ورأى جبّور أن ما نادى باسيل هو حمايات مشبوهة، تؤدي إلى استتباع قوى سياسية لمصلحة قوى سياسية أخرى، مشدداً على أن الإستتباع مرفوض والخضوع مرفوض، معتبراً أنه لا يمكن قيام دولة بظل تحكيم حزب لا علاقة له بالدولة، فالحكم هو رئيس الجمهورية، ويستطيع ان يحكم انطلاقاً من قوته، لا انطلاقاً من عضلات حزب غير شرعي، وقوى خارجية، لأن هذا الأمر يؤدي لضرب مفهوم الدولة.
التيار يعمل لمصلحة كل المسيحيين
رفضت مصادر التيار الوطني الحر الغوص في الردود على كلمة باسيل على اعتبار أن الخطاب واضح، ووصل لمن يعنيهم الأمر، مشيرة في الوقت نفسه عبر “أحوال” إلى أن التيار لا يفكر انتخابياً، بل يعمل لتثبيت صلاحيات رئاسة الجمهورية بغض النظر عن إسم الرئيس، ويحارب لضمان حقوق القوى السياسية المسيحية بالشراكة في الحكم، وهذا لا يتعلق بالتيار وحده، داعية القوى المسيحية للتفكير بالمصلحة العامة بعيداً عن المصالح الضيقة.